من قابوس بن سعيد إلى اللاحقين من حكام العرب!
• لقد أمضى على كرسي الحكم نصف قرن (٥٠ عاما) وخرج كما ولدته أمه، ووضع في قبر متواضع، اختاره لنفسه بين الترب، كما رأيتم!
• على مدى ٥٠ عاما كسلطان، لم يشغله سوى شعبه وسلامته، وأمنه وراحته وسكينته وسعادته ورفاهيته، واجتهد قدر ما استطاع.
• على مدى ٥٠ عام لم يتدخل في شئون الآخرين، ولم يخطط ولم يتآمر على حلم، ولم يقم بأعمال عنترية، خاصة بعد أن أدرك حقيقة الواقع العربي ، فركز على مهام وظيفته، واجتهد ليكون بحق خادم لشعبه، لا متعالٍ عليه.
• كان شغله الشاغل طوال تلك السنوات ترسيخ منظومة القيم وتقديم القدوة، لبناء مجتمع عماني متصالح مع نفسه ومع من حوله، لدرجة أن كل مواطن عماني صار يتصرف كما كان هو يتصرف، فاحترم العالم بأثره العمانيون أينما حلوا. لانهم اكتسبوا هذه الاخلاق الطيبه منه.
• خمسون عاما وتحت حكمه لم يراق دم لمواطن عماني في الداخل أو في الخارج، ولهذا لم يعرف بلده التطرف وأهله، بعد أن تجنب أسبابه، فظلت بلاده لعشرات السنين واحة للسلام، يشهد بذلك من شرُفنا به بيننا من العرب والعجم.
• خمسون عاما أمضاها دون صخب او مواكب فارغة لا تزيد إلا الناقصين، حتى لحظة وفاته ومراسم دفنه، فكما رأيتم، لم يشغله أن يحضرها ملك او رئيس، بل حرص على ان يودعه شعبه.
• ونظرا لسلامة الزرع الذي زرعته على مدى ٥٠ عاما، في ذات يوم رحيله، عُين السلطان الجديد، ودون انتظار ثلاثة أيام كما يقول القانون، بل بادر أولاد عمه بفتح وصيته، وعينوا من أوصى بتعيينه، هذا هو الزرع الذي زرعه...ربح الزرع.
وعليه، اجعلوا من شعوبكم السند والعون والظهير، فلا تستعدوهم راعوا الله فيهم.
كما رأيتم، بموته خيم الحزن على كل بيت في عمان (رأيت عمان حزينة) فالحصاد يكون دائما من جنس العمل.
كما رأيتم، بموته خيم الحزن على كل بيت في عمان (رأيت عمان حزينة) فالحصاد يكون دائما من جنس العمل.
• أنه حافظ على شعبه فلم يهنه، وعلى بلده فاجتهد لتطويره اقتصاديا وصحيا وتعليميا وقبل كل شيء قيميا وأخلاقيا، وذلك انطلاقا من قول حديث رسول الله "كلكم راع وكلكم مسؤولُ عن رعيته"...صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ